منتديات ام درمان
منتديات ام درمان منتديات سودانية .
بها منتديات اجتماعية-سياسية-دينية-رياضية-علمية-فنية-ومنتديات عامة.
نحن علي ثقة بانها سوف تعجبك.
كل الذي نطلبه منك هو تسجيلك اولا ,
ونقول لك مقدما : شرفت المنتدي و مرحبا ببك.
الادارة
منتديات ام درمان
منتديات ام درمان منتديات سودانية .
بها منتديات اجتماعية-سياسية-دينية-رياضية-علمية-فنية-ومنتديات عامة.
نحن علي ثقة بانها سوف تعجبك.
كل الذي نطلبه منك هو تسجيلك اولا ,
ونقول لك مقدما : شرفت المنتدي و مرحبا ببك.
الادارة
منتديات ام درمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم شرفت المنتدي نتمني ان تعمر منتدانا بتسجيلك و مساهماتك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ترحب ادرة المنتدي بالاعضاء المنضمين للمنتدي وتتمني لهم الاستفادة الكاملة منه و قضاء وقت طيب و مفيد

 

 آمنة البعاتية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
السموءل شمس الدين




عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 15/02/2013

آمنة البعاتية Empty
مُساهمةموضوع: آمنة البعاتية   آمنة البعاتية Icon_minitimeالجمعة فبراير 15, 2013 4:31 pm

عانقتني آمنة..
جاءت من اللامكان قدرا محتوما.. ألصقت جسدها الأربعيني المكتنز.. بجسدي النحيل.. ثم أفلتتني مانحة إياي نظرة ميتة.. ودمعة حزينة.. صمتت جنبات الحي وتصلبت أزقته.. فقد اختارت (آمنة البعاتية) الراحل القادم..
وتحدث الأسطورة أنّا.. حينما كنا صغارا.. صغارا.. كانت آمنة أشهى بنات الحي.. تلقفتها يدة المنية في ليلة زفافها الباهي باهر الزينة.. أو هكذا خيل للطبيب الذي أعلن وفاتها في منتصف تلك الليلة.. سوى أن زوجها الكليم اكتشف انقباضا في سطح كفنها .. جعله يعيدها إلى المستوصف بعد أن احتوى القبر نصف جسدها أو يزيد.. فكانت آمنة الآدمي الوحيد الذي أدخل إلى القبر بكفنه.. ثم عاد ليعيش بيننا..
لكنها وعقب يقظتها من غيبوبة استمرت لليال ثلاث.. نهضت عن الفراش رغم إعيائها.. واحتضنت فقط أقرب صديقاتها إلى قلبها.. قبل أن تمنحها ابتسامة مبهجة.. وامتنعت عن أن تلامس إنسا غيرها.. لقيت صديقتها تلك حتفها عقب ليال ثلاث.. كانت تلك أولى ضحايا عناق أمونة المميت..
واصلت أمونة امتناعها عن ملامسة البشر.. فقيل جُنَّت آمنة.. وقيل مُسَّت آمنة.. وبعد إسبوع فقط عقب أن تركها زوجها مرغما.. أصرت على زيارة جارتها العجوز في المستشفى.. في العاصمة.. أناخ والدها العطوف عنان الطاعة أمام إصرارها القاتل.. ومنذ أن دخلت إلى غرفة العجوز المريضة.. ارتمت على فراشها تعانقها.. قبل أن تفلتها.. وتمنحها ابتسامة مبهجة.. فارقت العجوز الحياة في غضون ليلة.. وهكذا بدأت أسطورة (آمنة البعاتية) في التناقل بين الألسنة.. أن تشتهي آمنة عناقك.. فذلك أن يشتهيك الموت.. والموت حين يشتهي.. لا بد أن يقضي وطرا
سرت باتجاه منزلي.. وكل من رأى ذاك العناق يشيعني بنظراته المودعة.. الآسفة على شبابي الغض.. دخلت المنزل.. القيت ثقلي على فراشي العاري.. وناظرت السماء.. هل أنا حقا راحل؟؟ إذا لم لا أحس بدنو الأجل؟؟ لم لا أخاف ولا أفرح ولا أحزن؟؟ لم لا أسعى لصلاة أخيرة تقربني من غفران ربي؟
دخلت أمي الغرفة كإعصار هائج.. سألتني دون مقدمات:
آمنة حضنتك؟
قلت: نعم..
فابتدرت سلسلة صرخات لا تنتهي..
حق لها.. لم يحدث أن عانقت أمنة (البعاتية) بشرا دون أن يفارق الحياة في بحر أيام ثلاث.. أذكر يوم أن عانقت (الشيخ مرزوق) إمام الزاوية.. كيف أنه جاب أطراف الحي هاتفا: غدا ألقى الأحبة.. محمدا وصحبة..
لكن عناق آمنة لم يمهله للغد.. مات مساءا على فراشه.. مبتسما.. الآن تبكيني أمي.. لم لا أرحل مبتسما كالشيخ مرزوق؟؟ هل أنا (فاسق) لهذه الدرجة؟
دائما حين تتقصدك آمنة بعناق.. تظهر أمامك كأنما خرجت من باطن الأرض.. أو سقطت من أحواز السماء.. لا تمهلك لحظة للهرب.. تطوقك بذراعيها.. وتنفحك رائحة الحنوط التي تفوح منها ليل نهار بلا انقطاع.. هيبة الموت بين حاجبيها تمنع حتى الصغار من معايرتها بإسمها: (البعاتية).. حاول البعض قديما إقناع والدها بنفيها من الحي.. معللا ذلك بأنها سبب للموت.. قبل يقر في إدراك الجميع.. أن آمنة لا تقتلك.. فقط هي تنبهك لدنو أجلك.. هكذا عاشت بيننا صامتة واجمة.. لا تلامس أحدا إلا نادرا.. ولسبب معلوم.
لم أنهض من فراشي ذاك.. وأنا أتذكر كل الذين عانقتهم أمونة.. قصص الطفولة.. أبحث بين أضابير الذاكرة عن قصة واحدة فقط.. لبشر عانقته.. ثم نجا.. فلم أجد.. أسمع من حولي صرخات أمي.. همهمات أبي.. أحاديث بعض الجيران.. وأنا جسد مسجى على الفراش العاري.. كل حين أتلمس جسدي لأعلم.. هل ما زلت أسكنه.. ام أنني محض روح تجوب الفضاء؟
حين غفلة منهم.. وملل مني.. نهضت خلسة.. وغادرت المنزل.. أعلم أن أمي لم تكن لتتركني أخرج خوفا علي.. لذا كان لا بد من التسلل.. واختلاس الطريق.. بعد لحظات كنت أجوب أزقة الحي.. يلفني الظلام والموت.. أسير بلا هدى.. وبلا وجهة محددة.. غاب عن بالي جميع الأصدقاء.. لا قصة تحكى.. فمن يحكي قصة موته؟؟ طاف ببالي أن أذهب إلى دار آمنة.. أسألها.. هل حقا سأموت؟ استحضرت أن أحد الراحلين إثر عناقها كان قد فعل ذلك.. ذهب إلى دارها وصرخ.. ظل يصرخ يسألها من خلف باب الدار المغلق.. حتى انبلج الصبح.. فلم تجبه.. ولم ينج..
تتعرج بي الطرقات كيفما شاءت.. يلفني الظلام أكثر.. وأكثر.. وأنا أغيب عما حولي من الموجودات أكثر.. وأكثر.. صرت لا أستطيع أن أرى ما امامي.. كان الظلام كثيفا.. كثيفا جدا.. كنت كمن يبحث عن الموت في داخله.. أو ربما أنا قد مت.. ألهذا لا أستطيع أن أرى شيئا.. لالا.. مهلا.. أرى من على البعد ضوءا يقترب.. مسرعا.. يبدو كضوء سيارة.. أبتغي أن أبتعد عن طريقها ناهبة الأرض.. سوى أنني لم أستطع.. تسمرت قدماي إلى الأرض.. لست خائفا.. لست مرتجفا.. لكن قدماي ترفضان التزحزح عن موضعهما.. والضوء يقترب بسرعة مخيفة.. ولا أسمع سوى صوت المحرك.. أهكذا كان موتي؟؟
يغمرني ضوء السيارة.. صوت المحرك.. قبل أن يلفني الظلام من جديد.
....
فتحت عيني.. الضوء يدخل ببطء.. إنه ضوء النهار بلا شك.. كم لبثت؟ أين انا؟ أستطيع أن أرى شبح أمي.. حيطان المستوصف البيضاء المشربة بلون الطين.. أستطيع ان أرى والدي.. صديقين لي في ركن الغرفة.. استحضرت ببطء عناق آمنة.. ليلة الأمس.. صوت المحرك.. الضوء المسرع باتجاهي.. أستطيع أن أسمع صوت والدتي.. طبيب المستوصف يقول لي: حمدالله على السلامة يا بطل.. أراه مبتسما.. أمي تكاد تنطق عيناها فرحا.. أحد أصدقائي يقترب من أذني.. ليخبرني: بالمناسبة.. آمنة البعاتية ماتت أمس في سريرها.. بس ما صحت الصباح.. دفناها جد جد المرة دي
تتسع ابتسامته.. ويعود إلى ركن الغرفة من جديد.. زغرودة امي ترج أطراف الغرفة.. بل والمستوصف بكامله.. كانت على ما أظن فخورة بإبنها المقاتل.. ذلك الذي انتصر على الموت.. وعلى آمنة البعاتية.. كم لبثت؟
أقتربت أمي تحاول أن تعانقني.. وجدت يدي تصدها دون حول مني ولا قوة.. صغرت ابتسامتها قليلا.. لكنها مازالت تزين شفتيها..
نظرت إلى صديقي هناك في طرف الغرفة.. رغم إعيائي.. شعرت برغبة هائلة في النهوض.. حاول أبي أن يمد لي يد العون.. منعته أيضا دون حول مني ولا قوة.. شعرت بالتقزز من رائحته.. أبعدته بعنف.. لم أدرك ماذا يحدث.. كنت فقط أحس برغبة عارمة لا تقاوم في الوصول إلى طرف الغرفة.. وعناق صديقي.. كان متوجسا خيفة حينما منحته عقب العناق ابتسامة مبهجة.. وقال لي:
لماذا تفوح منك رائحة الحنوط؟؟..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 223
تاريخ التسجيل : 23/10/2011

آمنة البعاتية Empty
مُساهمةموضوع: رد: آمنة البعاتية   آمنة البعاتية Icon_minitimeالأحد مارس 30, 2014 8:41 pm

ابدااااااااااااااااااع....
مشكور الاخ السمؤال..
مزيد من المشاركات و مزيد من النشاط بادن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://omdurman.sudanforums.net
 
آمنة البعاتية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ام درمان :: المنتديات الادبية :: منتدي القصة القصيرة-
انتقل الى: