علن مسؤول اميركي الاربعاء امام مجلس الشيوخ ان بعض القادة العرب ابلغوا الولايات المتحدة في مجالس خاصة انهم عرضوا اللجوء على الرئيس السوري بشار الاسد في محاولة لاقناعه بالتخلي عن السلطة امام حركة الاحتجاجات التي تشهدها بلاده.
وقال جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي ان "بعض القادة العرب بدأوا باقتراح اللجوء على الاسد لدفعه الى التخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة".
واكد فيلتمان خلال جلسة استماع حول قمع حركة الاحتجاج في سوريا ان "كل القادة العرب تقريبا يقولون الشىء نفسه: ينبغي ان ينتهي نظام الاسد. التغيير في سوريا حتمي".
وفيما يتحدث البعض عن "انقلاب داخل السلطة" في دمشق قال فيلتمان "اعتقد ان هذا الامر غير مرجح".
واعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان اعمال القمع في سوريا اوقعت اكثر من 3500 قتيل منذ بدايتها منتصف آذار/مارس الماضي.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 16 مدنيا بينهم طفلة في سوريا الاربعاء برصاص قوات الامن.
واعتبر فيلتمان ان "الاحتجاجات العنيفة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد غير مجدية".
واوضح فيلتمان ان الولايات المتحدة "شجعت" على سلمية المعارضة. واضاف "نعتقد انه في الظرف الراهن تكمن قوتهم في المظاهرات السلمية" مشيرا خصوصا الى التجار السوريين الذين يقفلون محلاتهم تضامنا مع حركة المعارضة.
وقال ايضا "نشجع المعارضة وحلفاءنا في المنطقة على الاستمرار في رفض العنف. عدم التخلي عن العنف، صراحة، يجعل القمع الوحشي للنظام اكثر سهولة".
واشار فيلتمان الى ان ذلك "سيصب في مصلحة النظام وسيقسم المعارضة ويقوض التوافق الدولي ضد النظام" معبرا عن قلقه ازاء استخدام بعض المتظاهرين "السلاح في اطار الدفاع عن النفس".
واضاف فيلتمان ان "بشار الاسد يدمر سوريا ويزعزع المنطقة" مضيفا "رسالتنا الى الرئيس الاسد بسيطة: استقل واترك مواطنيك يبدأون المرحلة الانتقالية نحو الديموقراطية" موضحا انه مع العقوبات المفروضة على دمشق "زادت عزلة سوريا".
وجاءت تعليقات فيلتمان فيما اتهمت سوريا الاربعاء الولايات المتحدة بالتدخل في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ عدة اشهر من خلال نصحها السوريين عدم الاستسلام للشرطة بالرغم من صدور وعد بالعفو عنهم من قبل السلطات السورية.
وجاء في بيان سوري في مجلس الامن الدولي ان "الجمهورية العربية السورية تعتبر ان الولايات المتحدة ومن خلال اعلان وزارة الخارجية متورطة مباشرة في الاضطرابات العنيفة في سوريا".
ونصحت الولايات المتحدة الجمعة السوريين بعدم تسليم انفسهم للشرطة السورية بالرغم من التعهد الذي قطعته السلطات باصدار عفو عن الذين يسلمون اسلحتهم خلال ثمانية ايام، حسب ما جاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية.
من جانب اخر قال فيلتمان ان السفير الاميركي الى سوريا روبرت فورد سيعود قريبا الى دمشق، موضحا "خلال اسابيع، اعني ايام او اسابيع".
وكان فورد غادر فجأة نهاية تشرين الاول/أكتوبر دمشق بسبب "تهديدات جدية". وردت دمشق باستدعاء سفيرها في واشنطن.
وردا على سؤال حول العلاقات بين سوريا وايران، اكد فيلتمان ان طهران تقدم "خبراتها ومساعداتها التقنية للقيام باشياء مسيئة". واضاف "لكن في الوقت نفسه ايران محرجة" ومدركة ان الاسد قد "لا يستمر". واشار الى انه يتوجب على ايران "البدء بالتركيز على مرحلة ما بعد الاسد".
واضاف ان "ايران تحاول حاليا انقاذه لكن بدون فقدان ما تبقى لها من مصداقية في العالم العربي". وتابع "سوريا تعتبر صديقة ايران الوحيدة، وايران هي افضل صديق لسوريا، بالواقع انها احد اخر ما تبقى لها من اصدقاء".
وتابع "لكن الاحتمال القوي بانبثاق حكومة بموافقة الشعب السوري لن يكون في مصلحة ايران".