لندن: مصطفى سري
طالبت منظمات دولية حكومة السودان الجنوبي بإطلاق سراح صحافيين اعتقلا في جوبا الأسبوع الماضي، بسبب مقال انتقدا فيه الرئيس سلفا كير لتزوجيه ابنته إلى موطن إثيوبي.
وقالت منظمة حماية الصحافيين في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن عناصر من الأمن القومي في عاصمة دولة السودان الجنوبي جوبا، قد ألقوا القبض على رئيس تحرير صحيفة «دستيني» التي تصدر باللغة الإنجليزية، نقور أرول قرنق، في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وأمرت بتعليق صحيفته لأجل غير مسمى، بسبب خبر نشرته الصحيفة لسماح رئيس الدولة الحديثة، سلفا كير ميارديت، لابنته من الزواج من مواطن إثيوبي، واعتبرت الزواج «تلطيخا في وطنية الرئيس»، في حين تم اعتقال الكاتب الصحافي دينجديت أيوك من صحيفة «المصير» التي تصدر باللغة العربية، يوم السبت الماضي، والذي كتب في مقال بعنوان «اسمحوا لي أن أقول ذلك»، وانتقد أيضا العائلة الأولى في الدولة الجديدة.
من جهتها طالبت منظمة العفو الدولية في بيان لها أمس، السلطات الحكومية في السودان الجنوبي بإطلاق سراح الصحافيين المحتجزين منذ أسبوع فورا، والسماح لمحاميهما وأسرتيهما بزيارتهما، والكشف عن مكان احتجازهما. ودعت المنظمة إلى ضرورة احترام حرية الرأي والتعبير، وصيانة حقوق الإنسان التي تم تضمينها في دستور دولة السودان الجنوبي المؤقت.
وكان مدير الأمن القومي في جوبا، أكول كور، قد أرسل رسالة رسمية إلى صحيفة «دستيني»، اتهمها بعدم التقيد بأخلاقيات وسلوك مهنة الإعلام، وقيامها بنشر أنباء غير مشروعة تهدف إلى التشهير والتحريض، وانتهاك خصوصية الشخصيات.
من جانبه أكد مستشار لجنة حماية الصحافيين في شرق أفريقيا، توم رودس، أن ما يحدث في أحدث دولة في العالم أمر مثير للقلق، خاصة أنها تقوم باعتقال الصحافيين بموجب اتهامات صيغت بعبارات غامضة، وأضاف: «إننا ندعو السلطات للإفراج عن الصحافيين ورفع الحظر المفروض على الصحيفة».
وكشف صحافيون في جوبا للجنة حماية الصحافيين عن أن الصحافيين كانا يقيمان في مركز احتجاز الأمن في منطقة سوق الجبل في جوبا، وأكدوا أنهما نقلا أمس إلى مكان مجهول، وأشار إبراهيم مليك، المحرر في صحيفة «المصير»، إلى أنه قبل إغلاق الصحيفة الإنجليزية، فإنها قد نشرت اعتذارا إلى العائلة الأولى عن التعليقات التي وردت على المقال.
ومن جانبه قال وزير الإعلام بالسودان الجنوبي، بنيامين ماريال، للجنة حماية الصحافيين، إنه لا يعلم أي شيء بشأن هذه الاعتقالات، مضيفا أن مكتبه سينظر في هذه المسألة.
تجدر الإشارة إلى أنه في سبتمبر (أيلول) الماضي، أصدرت لجنة حماية الصحافيين تقريرا عن السودان الجنوبي، وصف المخاوف التي عبر عنها الصحافيون في أحدث دولة في العالم، بعد عقود من الكفاح المسلح من أجل الاستقلال، بقولهم: «إن المتمردين السابقين الذين تحولوا إلى مسؤولين حكوميين، يحكمون بعقلية الحرب التي لا تعتاد النقد، وهم ليسوا على استعداد لتوسيع نطاق الحريات التي قاتلوا من أجل تحقيقها».
الشرق الاوسط