مظاهرات بلندن ضد رفع الرسوم الدراسية

مدين ديرية- لندن

تظاهر الآلاف من الطلبة البريطانيين بالعاصمة البريطانية لندن أمس الأربعاء احتجاجا على قرار حكومي بزيادة الرسوم الدراسية.

واشتبكت مجموعات من المشاركين في المظاهرة التي جاءت بدعوة من "الحملة الوطنية ضد الرسوم والتخفيضات"، مع الشرطة التي اعتقلت عددا منهم، بينما حاول الآلاف الوصول إلى الحي المالي الذي أغلقته الشرطة.

وانطلق آلاف من طلبة الجامعات والمدارس من أمام جامعة لندن، وساروا باتجاه وسط المدينة، احتجاجا على قرار الحكومة زيادة الرسوم الدراسية في إنجلترا إلى ثلاثة أضعاف لتصل إلى 9000 جنيه إسترليني (14.3 ألف دولار), وخفض التمويل الحكومي في موازنات التعليم الجامعي في قطاعات عديدة.

وقالت "الحملة الوطنية ضد خفض الرسوم الدراسية" إن الأكاديميين والطلبة ورؤساء الجامعات والعاملين بسلك التعليم يرفضون بشكل قاطع قرارات الحكومة بشأن التعليم العالي في البلاد، وحذروا من عدم قدرة الطلبة على مواصلة الدراسة في الجامعات.

وفيما قالت بعض المصادر إن الشرطة تتأهب لاستخدام الرصاص المطاطي وقت الضرورة، أكد الناطق باسم الشرطة للجزيرة نت أن الشرطة تستخدم الخيالة لمكافحة المتظاهرين، وأوضح أنه لم يستخدم أي نوع من الرصاص أو الغازات حتى اللحظة.

وأدانت الحملة ونقابات وحركات طلابية تهديدات الشرطة بمنع التظاهرة من السير بالحي المالي، وطالبوا بإطلاق حملة للدفاع عن الحق الديمقراطي في التظاهر.

وقال شون أبدور من "الحملة الوطنية ضد خفض الرسوم الدراسية" للجزيرة نت إن الفعاليات الطلابية تدين بشدة محاولات كبار المسؤولين حرمان الناس العاديين من حقهم في حرية التظاهر في لندن.


المتظاهرون أكدوا أن رفع الرسوم سيجعل التعليم العالي حكرا على الأغنياء (الجزيرة نت)
معارضة متزايدة
وتواجه حكومة الائتلاف بقيادة ديفيد كاميرون معارضة شعبية بوتيرة متصاعد بسبب رفع رسوم التعليم الجامعي.

ويقول المعارضون لتخفيض التمويل الحكومي، إن ذلك يؤدي إلى دفع الكثير من الناس إلى ترك التعليم والحصول على وظيفة لائقة، حيث يصبح التعليم حكرا بشكل أكبر على الأغنياء.

من جانبه قال الناشط الطلابي ريللو هنتر للجزيرة نت، إنه في الوقت الذي تحتل الحركات الاحتجاجية المدن في مختلف أنحاء العالم، احتجاجا على السياسات الظالمة لحكوماتهم، أصبحت الحركة الاحتجاجية الدولية تشكل خطورة للتحالف غير الديمقراطي الذي خدع الناخب البريطاني، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن الشرطة تشعر أنه لا ينبغي أن يسمح للطلاب بممارسة حقهم الديمقراطي في الاحتجاج، وهو ما جعل الناس يشعرون بالصدمة من محاولات منع التظاهر، حيث إن المدينة ليس لديها ما تخشاه من الناس الذين يمارسون حقوقهم الديمقراطية، واعتبر أن مس الحق الديمقراطي في الاحتجاج هو هجوم على الحركة النقابية جميعها.

يذكر أن الطلبة في مدن بريطانيا, خاصة لندن, نظموا مظاهرات عنيفة أواخر العام الماضي ضد خفض التمويل الحكومي بعد قرار الحكومة مضاعفة الرسوم الجامعة وصفت بأنها أكبر حركة مظاهرات شبابية في بريطانيا منذ عام 1960. وأسفرت أعمال الشغب في المظاهرات عن إصابة واعتقال العشرات.